حالة التطبيق رقم 2: إيعات، بعلبك-الهرمل، لبنان
النطاق الجغرافي
إيعات هي بلدة تقع في وادي البقاع في لبنان، في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد، بمساحة حوالي 42 كم2. ترتبط إداريًا بمحافظة بعلبك-الهرمل (قضاء بعلبك) حيث تقع مدينة بعلبك، مركز القضاء، والتي تضم مواقع أثرية رائعة جرى إعتبارها من قبل اليونيسكو في عام 1984 موقع للتراث العالمي.
تشتهرإيعاتبغناها بمواردها من المياه العذبة، والتي للأسف جفت في السنوات الأخيرة بسبب سوء إدارة المياه وتغيّر المناخ. تشتهر أيضًا بمواقعها الطبيعية (المسيل، وردين، بركة اللوز) والمواقع الأثرية كالطريق الروماني القديم، حيث مازال يقف عمود النصر الكورنثي في منتصف الطريق الذي يمر في البلدة.
يقدر إجمالي عدد سكان إيعات بحوالي 22.000 نسمة (المصدر: بلدية إيعات)، من بينهم 12.000 لاجئ سوري، يعيش معظمهم في مخيمات متفرقة.
الميزات/الخصائص الطبيعية
إيعات وقضاء بعلبك هي منطقة شبه صحراوية تتميز بصيف حار وجاف وشتاء بارد. يبلغ متوسط هطول الأمطار السنوي 450 ملم/سنة والارتفاع 1040 مترعن سطح البحر.
تعتبر إيعات الأغنى في المنطقة بمصادر المياه العذبة الجوفية والسطحية. كانت العديد من الينابيع تفيض بكمية كبيرة من الماء، وكان يكفي حفر عشرات الأمتار للوصول إلى المياه الجوفية. هناك حوضان للمياه تستفيد منهما البلدة، حوض شمالي يمتد إلى منابع نهر الليطاني وحوض جنوبي الذي يغذي الينابيع في المنطقة.
لقد تسبب الضخ المكثّف خلال السنوات العشرة الماضية في خفض منسوب مياه الأحواض وبالتالي تقليل جودة المياه. تم حفر حوالي 200 بئر في المنطقة، معظمها بشكل غير قانوني، يستخدمها المزارعون لريّ أراضيهم الزراعية. 95٪ من هذه الآبار ذات قدرة محدودة، حيث يتم ضخ المياه من عمق حوالي 100 متر، وفقط 5٪ من هذه الآبار تصل إلى أكثر من 500 متر، وهي الآبار ذات قدرة الضخ العالية.
بئر واحد، مملوك للبلدية، يضخ المياه طوال العام ويمثل المصدر الوحيد للمياه العذبة للاستخدام الحَضَري. بينما يتم استخدام جميع الآبار المتبقية للأنشطة الزراعية، وبالتالي تضخ المياه خلال 5 أشهر تقريباً، من شهر أيار-مايو إلى شهر أيلول-سبتمبر.
تقدر بلدية إيعات أن كمية المياه الجوفية التي يتم ضخها للزراعة تصل سنوياً إلى حوالي 9 ملايين متر3(60.000 متر3/يوم خلال 5 أشهر في الصيف)، بينما للأسف لا يوجد استغلال للمياه السطحية، بما في ذلك المياه المعالجة الناتجة عن محطة إيعات لمعالجة مياه الصرف الصحي.
محطة إيعات لمعالجة مياه الصرف الصحي أنشأت في عام 2005 في إيعات لتقديم الخدمة لمدينة بعلبك وثمانية بلدات أخرى بمن فيهم بلدة إيعات. تعتبر هذه المحطة أخطر المشاكل البيئية في المنطقة وذلك بسبب أخطاء في التصميم أو سوء التشغيل، بحيث لا تقوم المحطة بدورها بشكل فعّال. إن عملية المعالجة المعتمده في المحطه هي مخصصة للنفايات السائلة المنزلية فقط، وليس للنفايات الصناعية. كما أن المرحلة الأولية ليس لديها القدرات لإزالة الشحوم. لذلك تدخل مياه الصرف الصحي الحَضَرية والنفايات السائلة الصناعية إلى المحطة، وتخرج منها مياهاً ملوثةً وبرائحةٍ كريهةٍ. يمكن رؤية بحيرة وقناة طويلة من المياه الراكدة تتسلل عبر كيلومترات من الأراضي الزراعية وتمرّ في بلدات مختلفة، مما يسبب ضرراً على السكان والبيئة والأراضي الزراعية وتولّد صراعات بين البلدات والمجتمعات المختلفة.
القطاع الزراعي
جميع أراضي إيعات مسطّحة ومناسبة للزراعة مثل معظم الأراضي الخصبة في وادي البقاع. توفّر نوعية التربة إمكانات كبيرة لإنتاج المحاصيل الزراعية. تبلغ مساحة الأراضي المزروعة في إيعات حوالي 4000 هكتار، معظمها تزرع بالبقوليات البعلية (العدس والحمص…) والنجيليات(القمح والشعير…)، أما الأراضي المروية التي تمثل 40٪ فقط، فهي تزرع بشكل رئيسي بالبطاطا والبصل بالإضافة إلى بعض بساتين اللوزيات. يتم ريّ هذه الأراضي من شهر أيار/مايو إلى أيلول/سبتمبر بإستخدام المياه الجوفية، وهذا ما يسبب إستهلاك مفرط للمياه الجوفية كما يرفع من كلفة الإنتاج. يتم ريّ معظم الأراضي باستخدام طريقة الريّ السطحي والتي تهدر كمية كبيرة من المياه، في حين أن أنظمة الري الحديثة (الري بالتنقيط أو الرش) محدودة.
بالإضافة إلى ذلك ، فإن الاستخدام المفرط للأسمدة الكيمائية والمبيدات الحشرية، وخاصة في زراعة البطاطا، له تأثير كبير على تلوث المياه الجوفية، بالإضافة إلى المياه المعالجة في المرحلة الأولى في محطة معالجة مياه الصرف الصحي، والمياه المعالجة الملوثة الخارجة من المحطة والتي يستخدمها بعض المزارعين بشكل غير قانوني لري المحاصيل. تقوم البلدية وقوات الأمن بقمع هذه الممارسة.
التحديات الرئيسية
- انخفاض في مستوى المياه الجوفية بسبب الضخ المفرط للمياه الجوفية.
- جفاف الينابيع، مما أدى إلى اختفاء المواقع الطبيعية.
- تسرب المياه الملوثة في حوض المياه الجنوبي والناتج عن محطة معالجة مياه الصرف الصحي.
- زيادة نسبة التلوث في المياه الجوفية، بما في ذلك التلوث الميكروبي، “BOD ” والنتريت.